شارك هذا المنشور

موت الأسرة، موت الحضارة

ماذا يحدث عندما يفشل جيل من الشباب في الزواج وإنجاب الأطفال؟ لا تتضاءل الحياة بالنسبة لهم فقط، ولكن بقدر ما يتطور هذا كنمط، سيصبح المجتمع منغمسًا في ذاته ويموت من الداخل
في الحقيقة، أن نصف بلدان العالم لديها معدل خصوبة يقل عن مستوى الإحلال البالغ عدده 2.1 وهذا يعني انهم يتناقصون ببطء. فبعض البلدان لديها معدلات خصوبة منخفضة، وأفضل وصف لمستقبلها هو “الانتحار الثقافي”. وكوريا واليابان مثالان على ذلك
ولغرض تكوين الأسر وإدارة الخليقة، وضع الله البشر على الأرض (التكوين 1: 26-28). الكتاب المقدس يتضمن الكثير عن موضوع الحياة الأسرية. قبل خلق الكون كانت العائلة الإلهية (الأب والابن والروح القدس) موجودة مند الأزل. يبدأ الكتاب المقدس وينتهي بالزواج: زفاف آدم وحواء في البداية، زفاف يسوع المسيح وعروسه الكنيسة في النهاية. وعلى الرغم من التحول الفطري الحديث للفرد المستقل، فقد وضعنا من أجل العلاقة، وأهم العلاقات الأساسية هي العلاقة بين الزوج والزوجة وأطفالهما

أكرم أباك وأمك

تؤكد الوصية الخامسة في العهد الموسوي على هذا: ” أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ “، سفر الخروج 20: 12

وفي تعليقه المستنير عن سفر الخروج، كتب الباحث والمفكر اليهودي دينيس براجر: تفكك الأسرة ضامن لانهيار الحضارة وأحد الأسباب هو “أن المجتمع الذي لا يكرّم فيه الأطفال الآباء سيفقد الوسائل التي تُنتقل من خلالها ثقافة المجتمع ودينه وأخلاقه “.(تيلوشكين)

 سبب آخر لربط تكريم الوالدين بحضارة طويلة الأمد هو أن الأسر القوية تشكل حصنًا رئيسيًا ضد الأنظمة الشمولية. ومن السمات المعتادة للأنظمة الاستبدادية هي تحويل ولاء الأطفال وطاعتهم من والديهم إلى الدولة
ان أحد الأشياء الأولى التي تسعى الأنظمة الاستبدادية إلى القيام بها هو إضعاف السلطة الأبوية والاستعاضة عنها بالحزب أو الدولة. وفي مثل هذه البلدان، يتم تشجيع الأطفال بالإبلاغ عن آبائهم إذا ما أبدوا تعليقات او انتقادات أو حتى إلقاء النكات حول قادة الحكومة أو حول الأيديولوجية السائدة في الفترة الحديثة، ويشير ذلك دائمًا إلى الشيوعية أو النازية أو الإسلام المتطرف. وبالتالي، يخشى الآباء في كثير من الأحيان التحدث علانية (بصراحة) أمام أطفالهم

 

نحن نرى هذه التعبيرات عن كيف ترى الدولة الاستبدادية العائلات وتعاملها. فبدلاً من أن تكون الأسرة مركزية كما هو الحال في المجتمع السليم، ترى الحكومات الاستبدادية أن الدولة مركزية وهم يبحثون عن طرق لفصل الآباء عن أطفالهم في كثير من الأحيان
ما هي بعض الطرق التي ترى بها هذا في بلدك ؟

دارو ميلير

براجر، دينيس. الكتاب المقدس العقلاني : سفر الخروج (صفحة 258). اصدار الكاندل (*)

اترك تعليقاً

هل اعجبك هذا الموضوع؟

اشترك في مدونة اتحاد تلمذة الأمم وتوصل بالتحديثات مباشرة على البريد الالكتروني الخاص بك

نقترح عليك ايضا

المنظور العالمي

لماذا الثروة أفضل من الغِنَى

نشرت صحيفة وول ستريت جورنال مؤخراً مقالاً بقلم ألان ميلتزر (دولة الرفاهية أم أمة الشركات الناشئة) أثار فيه قضية أعمق من مراجعة قانون الضرائب وغير

...المزيد
المنظور العالمي

من هو المُنشِد؟

قد تتساءل: “من هو المُنشِد؟” للإجابة على هذا السؤال، إليك مقتطف من الفصل الثالث من كتاب دارو ميلر الذي صدر حديثًا بعنوان دعوة للمُنشِدين: السعي

...المزيد