شارك هذا المنشور

يعتقد معظم المسيحيين أن الكنيسة هي المكان الذي نذهب إليه يوم الأحد للعبادة مع الأصدقاء والاستماع إلى عظة أو موعظة دينية. الكنيسة، في نظرهم، هي مبنى نقوم فيه بأنشطة “روحية”. فيقولون: “سأذهب إلى الكنيسة يوم الأحد.”

لكن العهد الجديد لا يذكر الكنيسة كمكان. بل يتحدث الكتاب المقدس عن الكنيسة بطريقة عضوية، باعتبارها جماعة من المؤمنين. وفيما يلي بعض الأمثلة على اللغة العضوية (عكس المؤسساتية) التي يستخدمها الكتاب المقدس للإشارة إلى الكنيسة. 

– إكليسيا – جماعة، تجمع – وردت 115 مرة في العهد الجديد

– كونونيا – شراكة، جماعة – وردت 19 مرة في العهد الجديد

– عروس المسيح – أفسس 5: 25-27

– كهنوت المؤمنين – 1 بطرس 2: 9

– أمة مقدسة – 1 بطرس 2: 9

– جسد المسيح – 1 كورنثوس 12: 27

قد تجتمع الكنيسة في حقل أرز في تايلاند، أو في منزل في الصين، أو في مستودع في هاواي، أو تحت شجرة في كينيا، أو في مبنى مُصمم للعبادة. لكن، بحسب الكتاب المقدس، المكان ليس هو الكنيسة. الكنيسة هي الجماعة التي اجتمعت.

ما الذي أدى إلى هذا التحول في التركيز؟ على مدى أكثر من مئة عام، وكنتيجة لهجوم الفكر التطوري (الإلحاد أو الإنسانية العلمانية)، انفصلت الكنيسة عن النظرة الكتابية ذات الجذور اليهودية-المسيحية، وتبنت ثنائية المقدس/العلماني المستمدّة من الفكر اليوناني. تقوم هذه الثنائية على الفصل بين الروحي والعلماني، بين “الأعلى” و”الأسفل”. فتمّ فصل يوم الأحد عن يوم الإثنين، والعبادة عن العمل. أنا أُسمي هذا بالغنوسية الإنجيلية، كما هو موضح في الرسم التوضيحي.

ترى الغنوصية الإنجيلية أن الله معني بالأمور الروحية فقط. يهتم بأيام الأحد لدينا، وليس بأيام الاثنين. الكنيسة بالنسبة لهم هي مبنى نعبد فيه، ونتواصل، وندرس فيه الكتاب المقدس.

كنيسة الإثنين تجتمع لتتفرق.

من ناحية أخرى، ترى النظرة الكتابية الكنيسة كجماعة تجتمع يوم الأحد للتجهيز والعبادة الجماعية (الأسهم البيضاء في الرسم البياني) وتتفرق (الأسهم السوداء) للحب والخدمة والعمل في المجتمع والساحة العامة وسوق العمل. أولئك الذين يجتمعون يوم الأحد هم الكنيسة أيضا يوم الاثنين وطوال الأسبوع. هم الكنيسة المنتشرة في الساحة العامة، الكنيسة في سوق العمل، والكنيسة في المجتمع. هذه هي كنيسة الاثنين.

تركز كنيسة الأحد على البرامج الروحية والدينية داخل المبنى. بينما تُعتَبَر الأمور التي تقع خارج هذا المبنى علمانية وأقل أهمية. ونتيجة لذلك، فقدت الكنيسة إلى حدّ كبير مفهوم تلمذة الأمم، والتفاعل مع الثقافة، وإدارة الموارد، ومواجهة الفساد، والظلم، والفقر.

اترك تعليقاً

هل اعجبك هذا الموضوع؟

اشترك في مدونة اتحاد تلمذة الأمم وتوصل بالتحديثات مباشرة على البريد الالكتروني الخاص بك

نقترح عليك ايضا

الكنيسة

كنيسة يوم الاثنين

يعتقد معظم المسيحيين أن الكنيسة هي المكان الذي نذهب إليه يوم الأحد للعبادة مع الأصدقاء والاستماع إلى عظة أو موعظة دينية. الكنيسة، في نظرهم، هي

...المزيد
المنظور العالمي

الكنيسة : سفارة ملكوت الله

سبق أن بيّنا أن المسيح قد انتصر انتصارًا حاسمًا على الخوف من الموت، وعلى الخطيئة، بل وعلى الموت ذاته. وبعد هذه الانتصارات، عاد المسيح إلى

...المزيد