واحدة من أبطال إيماننا، سيدة الدولة المرسلة إلى الهند، إيمي كارمايكل، صورت العلاقة بين عمل الله وعملنا. في كتاب “أيما: حياة وكلمات إيمي كارمايكل”، فقد اقتبست فيه المؤلف إليزابيث ر. سكوغلوند من كلمات كارمايكل. وفيما يلي اقتباس من كلمات إيمي والاقتباس المقابل له من الكتاب المقدس:
ما هو عملك؟ مهما كان، فإن الرب -الملك- قد قام بهذا النوع من العمل بنفسه، وأنت تسكن معه هنا من أجل عمله….
هل عملك هو «الأم»، التعزية والتقوية؟ («٧بل كُنّا مُتَرَفِّقينَ في وسَطِكُمْ كما تُرَبّي المُرضِعَةُ أولادَها، (تسالونيكي الأولى ٢: ٧).” ١٣كإنسانٍ تُعَزّيهِ أُمُّهُ هكذا أُعَزّيكُمْ أنا… (إشَعياءَ ٦٦: ١٣).”
هل عملك في الخياطة؟ ” ٢١وصَنَعَ الرَّبُّ الإلهُ لآدَمَ وامرأتِهِ أقمِصَةً مِنْ جِلدٍ وألبَسَهُما. (التَّكوينُ ٣: ٢١) “
هل عملك هو الطبخ، وإشعال النيران في المطبخ في الصباح الباكر، وتجهيز الطعام للآخرين؟ “١٢قالَ لهُمْ يَسوعُ: «هَلُمّوا تغَدَّوْا!». ولَمْ يَجسُرْ أحَدٌ مِنَ التلاميذِ أنْ يَسألهُ: مَنْ أنتَ؟ إذ كانوا يَعلَمونَ أنَّهُ الرَّبُّ. ١٣ثُمَّ جاءَ يَسوعُ وأخَذَ الخُبزَ وأعطاهُمْ وكذلكَ السَّمَكَ. (يوحنا ٢١: ١٢، ١٣) ….
هل عملك هو التمريض وتضميد الجروح؟ ” ٣يَشفي المُنكَسِري القُلوبِ، ويَجبُرُ كسرَهُمْ. (المَزاميرُ ١٤٧: ٣) ” أظهرت إيمي كارمايكل كيف أن عمل الله هو عملك.
هل عملك هو متعلق بالحسابات أو التعليم أو او تعليم الرياضات أم عملك هو مع الأشياء التي يصعب تذكرها؟ ” ٤يُحصي عَدَدَ الكَواكِبِ. يَدعو كُلَّها بأسماءٍ. (المَزاميرُ ١٤٧: ٤)”…
هل عملك في المزرعة مع الحيوانات؟ “١١كراعٍ يَرعَى قَطيعَهُ. بذِراعِهِ يَجمَعُ الحُملانَ، وفي حِضنِهِ يَحمِلُها، ويَقودُ المُرضِعاتِ». (إشَعياءَ ٤٠: ١١) “
لقد قام بالعمل الذي تقوم به. أنت هنا تسكن مع الملك من أجل عمله. “
لقد قام الله بالفعل بالعمل الذي تقوم به!
كما أدركت إيمي كارمايكل، فقد قام الله بالعمل الذي نقوم به. زودنا الله بنموذج مبدئي لجميع المهن المشروعة أخلاقيا. فقد كان المزارع الأول والطبيب الالهي ومهندس الري والمحاسب والمستثمر/رائد الاعمال. طبيعة الله واضحه وظاهره في المسيح من خلال الكتاب المقدس. فالمسيح هو المحاور والزارع وعامل البناء والطبيب ورجل الأعمال. فأكثر إنسان غير عادي في كل العصور -يسوع الناصري- غرس الكرامة فيما يسمي بالعالم الوضيع. فقد تمجد فيه ومجد هذا العادي.
كتب الباحث والمؤلف الجديد في العهد بول س. مينير (1906-2007) عن تأثير إله الكون الذي يجسد نفسه في جسد نجار متواضع:
كان أحد آثار ذلك هو منح العمال في جميع المهن مساواة حقيقية أمام الله وأهمية حقيقية في حياة المجتمع…. لم يكن أي عمل وضيع في حد ذاته تحت كرامة النبي أو الكاهن أو الملك. وفي الواقع، اختار الله راعيا غامضا ليكون ملكا، ونجارا غير معروف ليكون المسيَّا.
فعملك يعكس عمل الله، فقد صور دالاس ويلارد أيضًا جوهر المسيح والدعوة:
إذا كان سيأتي اليوم كما فعل حينها، فيمكنه القيام بمهمته من خلال أي مهنة لائقة ومفيدة. يمكن أن يكون كاتبًا أو محاسبًا في متجر أجهزة أو مصلح كمبيوتر أو مصرفي أو محرر أو طبيب أو نادل أو مدرس أو مزارع أو فني مختبر أو عامل بناء. يمكنه إدارة خدمة تنظيف المنزل أو إصلاح السيارات.
بعبارة أخرى، إذا كان سيأتي اليوم، فيمكنه فعل ما تفعله جيدًا. يمكنه العيش في شقتك أو منزلك، والاحتفاظ بعملك.
يريد المسيح أن يسكن العالم من خلال شعبه، في المكان الذي يعيشون ويعملون فيه. وبصفتي مسيحيا، أنا لست تلميذ لـ «اشياء روحية» ولا مبشر كبير ولا شخص غرضة تكملة «عملي دنياوي». لا، سأتعلم أن أعيش طوال حياتي بالطريقة التي يريدها يسوع أن أعيشها، في المنزل وفي المهنة التي اوجدني فيها. مرة أخرى، استوعب دالاس ويلارد هذا المعنى:
أتعلم من يسوع أن أعيش حياتي لأنه سيعيش حياتي لو كان أنا. أنا لا أتعلم بالضرورة أن أفعل كل ما فعله، لكنني أتعلم كيف أفعل كل ما أفعله بالطريقة التي فعل بها كل ما فعله.
سار إله الكون في الحديقة مع أبوينا الأولين -آدم وحواء. فأمر موسى ان يبني مسكنا، لأنه اراد ان «يسكن» بين شعبه. في المسيح، «والكلِمَةُ صارَ جَسَدًا وحَلَّ بَينَنا،». والآن يريد ان يسكن بين الامم، من خلال كنيسته. سأتعلم من يسوع كيف سأعيش حياتي، حتى يكون حاضرا بشكل كبير في مكان عملي والمكان الذي أعيش فيه. سأقدم مساحتي ووقتي ليسوع المسيح.
