(الجزء 2 من اصل 3) الْكَلِمَةُ: لكي نسمع الله

شارك هذا المنشور

يتحدث الرسول يوحنا عن يسوع باعتباره “الْكَلِمَةُ” (يوحنا 1: 1) و”كلمة الحياة” ذاتها (1 يوحنا 1: 1). هذه الكلمة هي ترجمة للمصطلح اليوناني لُوݣُوسْ

لم يكتب يوحنا إنجيله لليهود فحسب، بل للعالم اليوناني الروماني الأوسع، الذي كان لكلمة لُوݣُوسْ معنى عميق بالنسبة لهم. في الفلسفة اليونانية، تم استخدام كلمة لُوݣُوسْ للعقل أو المنطق. جلبت لُوݣُوسْ النظام والمعنى إلى الكون؛ لقد أخرجت الكون (النظام) من الفوضى. للتحدث في هذا السياق اليوناني الروماني، بدلاً من السياق اليهودي، بدأ يوحنا إنجيله بتحديد شخص يسوع المسيح على أنه لُوݣُوسْ الله – كلمة الله. لقد كتب ما يلي

فِي الْبَدْءِ كَانَ [الْكَلِمَةُ] وَ[الْكَلِمَةُ] كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ [الْكَلِمَةُ] اللَّه. هَذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللَّه. كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ. وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ. (يوحنا 1: 1-5 ترجمة فان دايك)

“وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً”. (يوحنا 1: 14 ترجمة فان دايك)

لاحظ أن 1) في البدء كان الكلمة، 2) كان الكلمة الله، 3) الكلمة تكلم بكل شيء إلى الوجود، 4) كان الكلمة الحياة، 5) كان الكلمة نوراً، 6) كان الكلمة المجد، و 7) كان الكلمة مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً.

توجد أوجه تشابه مقصودة ومثيرة بين إنجيل يوحنا 1: 1 وسفر التكوين 1: 1. تبدأ كل رواية بنفس العبارة الإنجليزية: “فِي الْبَدْءِ”. الكلمة العبرية في سفر التكوين هي رِيشِيثْ بينما الكلمة اليونانية في يوحنا هي آرْتْشِه. إن دراسة معنى كل كلمة من هذه الكلمات أمر مجزٍ، مع ترجماتها لـ “ما هو الأول، البداية” و”بدء فعل ما أو عملية أو حالة من الوجود؛ السبب الأول؛ قوة خارقة للطبيعة؛ أو الحقيقة البسيطة

كان الله موجودًا قبل البداية، و”فِي الْبَدْءِ” بدأ الخالق “الفعل أو العملية أو حالة الوجود”. كيف خلق الله الوجود؟ أولاً، تصور الكون على أنه انعكاس لمجده. ثم حقق أفكاره ونواياه من خلال التحدث بالكلمات. تكلم الله فأوجد الكون (التكوين 1). كان يسوع هو الكلمة الذي تكلم فأوجد الكون (يوحنا 1: 1-3). لقد خلق الله الكون (النظام) من العدم

كما كتب ليون موريس في تعليقه على الإنجيل بحسب يوحنا، “إن الكلمة كان مسألة التحدث بعقل المرء لأنه كان مفهوما أن كلمات المرء تعبر بوضوح عن أفكاره ونواياه” (موريس 1995، 66)

في إنجيل يوحنا يشير مصطلح لُوݣُوسْ إلى كل الطبيعة الإلهية المتجسدة في يسوع المسيح. ونرى هذا أيضًا في عبرانيين 1: 1-2

اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ – الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ الْعَالَمِينَ

.الكلمة هو يسوع، وهو تدبير الله لسماعنا

اترك تعليقاً

هل اعجبك هذا الموضوع؟

اشترك في مدونة اتحاد تلمذة الأمم وتوصل بالتحديثات مباشرة على البريد الالكتروني الخاص بك

نقترح عليك ايضا

المنظور العالمي

لماذا الثروة أفضل من الغِنَى

نشرت صحيفة وول ستريت جورنال مؤخراً مقالاً بقلم ألان ميلتزر (دولة الرفاهية أم أمة الشركات الناشئة) أثار فيه قضية أعمق من مراجعة قانون الضرائب وغير

...المزيد